لماذا تتفاوت قوة الذاكرة بيننا؟ وهل حقًا أن النساء تمتلك قدرة أكبر على التذكر؟

نعلم جميعًا أشخاصًا لديهم قدرة خارقة على تذكر كل حدث كبير في حياتهم ويمكنهم وصف مشهد كامل لتتخيله أمامك! تبدو ذاكرة هؤلاء الأشخاص رائعة - لكن من المحتمل أن يكون لديهم تفسيرات عادية إلى حد ما. لنكتشفها معًا في هذا المقال.

إعارة الانتباه

السبب الرئيسي الذي يجعل الناس يتذكرون أي شيء هو أنهم ينتبهون لما يحدث من حولهم بدلاً من انجرافهم بأفكارهم الخاصة.

يقوم بعض الأشخاص بإجراء اتصال جيد بالعين، وفي أثناء ذلك، يولون اهتمامًا كبيرًا لوجه الشخص. والبعض الآخر، الذين من الممكن أن يتجنبوا نظرهم، يولون اهتمامًا أقل للوجوه وبالتالي يكونون أقل عرضة للتعرف عليها في المستقبل. ونفس المبدأ يسري على التركيز بالأحاديث عوضًا عن المشهد.

سبب آخر لتذكر الأحداث في حياتنا هو مقدار المشاعر التي نستثمرها فيها. فغالبًا ما ننسى تفاصيل أغلب الوقت الذي نقضيه في المواصلات إلا ذلك الوقت الذي التقيت فيه بصديقك في الطريق!

الاستثمار العاطفي

دور العاطفة في الذاكرة معقد. في حين أن المشاعر الإيجابية قد تحسّن من التذكر، فإن بعض التجارب المجهدة يتم كبتها من الذاكرة.

تتضح هذه الظاهرة من خلال عدم قدرة الناس بشكل متكرر على تذكر الأحداث المجهدة للغاية. على سبيل المثال، أغلب من يشهدون عملية قتل لا يستطيعون سرد الأحداث كاملة ومتسلسلة لحدوث فقدان في الذاكرة ناتج عن الإجهاد الشديد الذي يمنع تخزين الذكريات.

 تساعد الذكرى السنوية أيضًا في إصلاح الذكريات لأن لها أهمية عاطفية أكثر من الأيام الأخرى. ذلك من المرجح أن نتذكر ما حدث في عيد ميلادك. أكثر مما نتذكر ما حدث في الأيام الأخرى.

الاهتمام بالتفاصيل

قد يتذكر شخص ما تجربة مساعدة صديق في نقل الصناديق بشكل عام. شخص آخر قد يتذكر أنه حمل 17 صندوقًا من 39 صندوقًا. كان هناك خمسة صناديق تحتوي على علب الصلصة المفضلة لديه. وهكذا دواليك.

لماذا تذكر المشهد يختلف اختلافًا كبيرًا بين الشخصين؟ هناك العديد من الأسباب المعقولة لمثل هذه الاختلافات، لكن الأهم قد يكون الأبسط. يتذكر المساعد الثاني المزيد من المعلومات لأنه قام بترميز الحدث بمزيد من التفاصيل.

بعض الناس أكثر انفتاحًا على التفاصيل ويعالجون محيطهم بشكل أكثر نشاطًا بدلاً من أن يكونوا غائبين نفسياً في عالم خيالي أثناء تنفيذ المهمة الشاقة. وهذا يعتبر عامل قوي لتخفيز ذاكرتهم.

دور الوراثة في التذكر مع تقدُّم العمر

مع تقدمنا ​​في السن، تتلاشى ذكرياتنا عن الأحداث التي عايشناها في الماضي، لكن بعض الأفراد أفضل بكثير في التذكر من الآخرين. فوفقاً لدراسة علمياً، فإن للوراثة دوراً في إحداث بعض الفروق الفردية في الاحتفاظ بالذاكرة.

لقد وجدت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الناقل العصبي الدوبامين يؤثر على قدرتنا على تذكر أحداث سابقة محددة، تسمى الذاكرة العرضية. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن وجود كثافة أكبر من مستقبلات الدوبامين في منطقة الحصين بالدماغ يؤدي إلى ذاكرة عرضية أفضل.

الفروق بين الجنسين في التذكر

ساهمت بعض الأبحاث الحديثة حول نشاط الدماغ في تفسير سبب استدعاء النساء للأحداث بدقة أكبر. عادةًا ما تكون أدمغة الإناث أكثر نشاطًا بناءً على تصوير تدفق الدم في القشرة الدماغية. وهذا يعني أن أدمغتهم تستقبل المزيد من المعلومات من البيئة بحيث يمكن تشفير الذكريات بمزيد من التفصيل.

هناك اختلاف آخر بين الجنسين يتعلق بانفعال المرأة الأكبر. يظهر هذا في نشاط أكبر في الجهاز الحوفي الذي يلعب دورًا مهمًا في معالجة المشاعر بالإضافة إلى تخزين الذكريات.

في حين أن عامل الفرق بين الجنسين في الذاكرة قد يكون مسلّم به، إلا أن معظم ما هو معروف عن تخزين واسترجاع الذكريات يشير إلى أنه يمكن تحسين أداء الذاكرة.

تتمثل أكثر الطرق وضوحًا لتحسين الذاكرة في إيلاء اهتمام أكبر للتفاصيل، وإعادة سرد الأحداث بشكل أكبر، وأخيرًا المشاركة العاطفية بشكل أكبر مع ما يحدث من حولنا. 

المصدر


تعليقات